المبحث الرابع: نظرية الطوارئ
1.
جرى "فيدلر F. E. Fiedler"، وآخرون من جامعة إلينوى الأمريكية، دراسات وأبحاث، توصل فيدلر من خلالها إلى نظريته، المعروفة باسم "النظرية الشرطية التفاعلية". وتجمع هذه النظرية بين نظرية الصفات القيادية، ونظرية الموقف (الظروف).
وجوهر هذه النظرية، هو أن أي نمط من القيادة يكون فعالاً، ولكن يتوقف ذلك على الموقف، الذي يعمل فيه المدير. لذا، يجب على المدير، أن يكون لدية القدرة على التكيف، مع الظروف المحيطة به.
ويرى " فيدلر" أن قدرة القائد على ممارسة التأثير، تتوقف على:
أ. ظروف المرؤوسين (موقف عمل المجموعة).
ب. نوعية القائد وشخصيته (طرازه القيادي وأسلوبه في العمل).
ج. أسلوب اقترابه وتفاعله مع المجموعة.
2.
وعلى ضوء النتائج، التي توصل إليها "فيلدر"، فإن العناصر، التي تؤثر على فعالية القيادة، هي:
أ.
قوة منصب (مركز) القائد
ويشير هذا العنصر، إلى مقدار السلطة الرسمية، التي تُمنح للقائد عند قيامة بمهام عمله، وأنه كلما زادت قوة المنصب، ازدادت التبعية. ويرى "فيدلر" أنه من دون وجود سلطة واضحة، فإن تبعية الأعضاء أو المرؤوسين، تصبح مثار شك.
ب.
المهمة (هيكل العمل) Task structure
يشير هذا العنصر، إلى أنه كلما كانت الأهداف واضحة، والواجبات محددة في هيكل العمل، كان ذلك أفضل. وهنا يرى "فيدلر" أنه كلما وَضُحَتْ الأهداف، وحددت الواجبات، وكان أمام القائد بدائل محددة لحل المشكلات، فإن ذلك يساعد على تأكيد فعالية القيادة. أما في حالة عدم وضوح الأهداف والواجبات وتحديدها، يكون من الصعب على المرؤوسين، في هذه الحالة، تنفيذ الأهداف، أو أداء الواجبات.
ج.
علاقة القائد بالمرؤوسين
يشير هذا العنصر، إلى أنه كلما ذاد قَبُول الجماعة للقائد، كان من السهل عليه، الحصول على تعاون الجماعة وجهدها.
ويرى " فيدلر" إن العنصرين المتعلقين بقوة المنصب ووضوح المهمة، قد يكونان تحت سيطرة المنظمة المباشرة، حيث لا يكون للقائد (المدير) سلطة مباشرة في صياغتهما. أما العلاقة بينه وبين أعضاء مجموعته، فلها تأثير كبير على مدى فعالية قيادته: وهي تتوقف على طبيعة شعور المجموعة نحو القائد، وهل هو شعور ودي أم غير ودي، تأييدي أم معارض، متوتر أم متساهل.
وينتهي " فيدلر" في استنتاجاته إلى قوله: "إن فعالية القيادة تعتمد إلى حد كبير، على ظروف المنظمة، وعلى الصفات الشخصية للقائد (المدير). وإن زيادة فعالية المنظمة وأعضائها، لا يتوقف على تدريب وتطوير القيادة الإدارية، بل لا بد وأن تطور المنظمة نفسها (الظروف الداخلية بها)، حتى يستطيع القادة العمل بفعالية تامة".
وعلى ضوء هذه النظرية يتساءل "فيدلر": كيف يبرز القادة؟ أو من هم القادة؟
ويجيب على ذلك، بأن الميول القيادية عند الأفراد، تظهر إذا توفرت في الفرد الخاصيتان التاليتان:
(1)
القدرة والمهارة في استغلال الموارد المتاحة، في تحقيق أهداف الجماعة و"إشباع" احتياجاتها.
(2)
إذا طغت الصفات الشخصية لبعض الأفراد، على صفات الأشخاص الآخرين في المجموعة.