المبحث الخامس: نظرية المسار نحو الهدف
1.
تُعَدُّ "نظرية المسار نحو الهدف"، التي قدمها روبرت هاوس (R. J. House) سنة 1971، ثم طور فيها وبلورها أكثر، ميتشل (T. R. Mitchell) سنة 1974، محاولة للربط بين السلوك القيادي، ودافعية المرؤوسين ومشاعرهم. كما تعد امتداداً للنظرية الموقفية، "لفيدلر"، ولكنها تميزت عنها، بأنها استخدمت "نظرية الدافعيـة". ويعد ذلك تطوراً سليماً، لأن القيادة ترتبط بالدافعية من ناحية، وبالقوة من ناحية أخرى، كما تناولت هذه النظرية سمات المرؤوسين، وخصائصهم وبيئة عملهم.
2.
وتقوم هذه النظرية، على أساس أن مدى إدراك المرؤوسين لأهدافهم، والمسار الذي يسلكونه لتحقيق هذه الأهداف، يتأثر إلى حد كبير، بسلوك القائد في تحفيزه لهم، ومدى تأثير نمط قيادته على دافعيتهم للأداء، وعلى رضاهم واتجاهاتهم النفسية. فالقائد باستخدامه للحوافز الإيجابية أو السلبية، سواء أكانت مادية أو معنوية، يمكنه أن يؤثر على إدراك المرؤوسين لأهدافهم، ووسائل تحقيقها. كما أن القائد لا يؤثر على الأهداف التي يحققها المرؤوسين فقط، ولكنه يؤثر على المسار الموصل، لتحقيق هذه الأهداف.
3.
وتشمل النظرية أربعة أنماط رئيسية، من السلوك القيادي، هي:
أ.
سلوك القياد،ة التي تصدر توجيهات
ويماثل ذلك نمط القائد التسلطي، حيث يُعَرِّفْ المرؤوسين ما هو مطلوب منهم. ويمكن إصدار توجيهات محددة بواسطة القائد، ولا يوجد هناك أي نوع من المشاركة، من جانب التابعين.
ب.
سلوك القيادة المساندة
حيث يكون القائد صديقاً، ويظهر نوعاً من الاهتمام الإنساني لتابعيه.
ج.
سلوك القيادة المشاركة
يطلب القائد مقترحات مساعديه ويستخدمها، ولكنه يأخذ القرار في النهاية.
د.
القيادة المهتمة بالإنجاز
يحدد القائد لمساعديه أهدافاً تمثل تحديات، ويظهر من الثقة فيهم ما يساعد على تحقيق هذه الأهداف، من خلال الأداء الأفضل.
"وتفترض هذه النظرية، إمكانية ممارسة القائد، للأنماط القيادية الأربعة، في مواقف مختلفة".
4.
ويرى "هاوس" و"ميتشل"، أنه يجب على القائد في مختلف المواقف، أن يراعي ما يلي، حتى يستطيع تسهيل مهمة المرؤوسين، في تحقيق الهدف:
أ.
خصائص المرؤوسين
من حيث سماتهم وقدراتهم ومهاراتهم واتجاهاتهم، ومدى استعدادهم للمشاركة، في اتخاذ القرارات، ومدى رغبتهم أوعدم رغبتهم، لأساليب القيادة المختلفة.
ب.
خصائص بيئة عمل المرؤوسين
وتشمل بيئة العمل الداخلية، وطبيعة العلاقة بين المرؤوسين بعضهم بعضاً، وطبيعة أعمالهم، والأدوات والمعدات المستخدمة. كذلك يأخذ في الحسبان بيئة العمل الخارجية، المحيطة بالمنظمة.