المبحث الثالث: نموذج بليك وموتون
1.
صمم بليك وموتون (Blake and Mouton)، شبكة إدارية، لتحديد أنماط السلوك والقيادة والممارسة الإدارية، والعلاقات في المنظمة. وتقوم الشبكة الإدارية (Managerial Grid)، لبليك وموتون، على بعدين من السلوك القيادي، حيث يرمز المحور الرأسي إلى الاهتمام بالأفراد، والمحور الأفقي إلى الاهتمام بالإنتاج. (الناتج المادي أو الخدمي للمنظمة).
والشبكة مقسمة إلى تسعة مربعات أفقية، وتسعة مربعات رأسية، حيث يعبر الرقم 9 عن أعلى درجة من السلوك (مرتفع)، والرقم 1 عن أقل درجة من السلوك (منخفض)، وقد حدد بليك وموتون خمسة أنماط أساسية للقيادة، كما توضحها الشبكة التالية:
ويتضح من الشبكة الإدارية، أنه يوجد نوعان من السلوك الإداري:
أ. اهتمام القائد بالإنتاج، بغض النظر عن الأفراد.
ب. اهتمام القائد بالأفراد، بغض النظر عن الإنتاج.
2.
كما يتضح من الشبكة الإدارية الموضحة في الشكل التالي، أن هناك خمسة أنماط أساسية من القيادة، هي:
أ.
النمط الأول (1 ـ 1)
ويطلق عليه نمط "القيادة الفقيرة"، وفيه تعطي القيادة اهتماماً ضئيلاً بالإنتاج، أو الأفراد. ويقتصر دور المدير، فيه، على كونه حلقة فقط في نظام الاتصالات، فالمدير يستقبل المعلومات من رئيسه، ويحيلها بدوره إلى مرؤوسيه. والعمل بالقدر الذي يخلي من المسؤولية فقط، لضمان البقاء في الوظيفة.
ب.
النمط الثاني (9 ـ 9)
وهو النقيض للنمط (1 ـ 1)، ويطلق عليه نمط "القيادة الحقيقية"، وفيه يعطي القائد اهتمام بالإنتاج والأفراد معاً، ويمزج الأهداف الإنتاجية للمنظمة، باحتياجات العاملين، لتحقيق أفضل النتائج.
ج.
النمط الثالث (9 ـ 1)
ويطلق عليه "القيادة الاجتماعية"، وفيه يوجه القائد اهتمامه إلى الأفراد، والعلاقات الطيبة، ويقل اهتمامه بالإنتاج. بحيث تؤدي إلى ظروف ودية مريحة في المنظمة وفي إيقاع العمل.
د.
النمط الرابع (1 ـ 9)
وهو النقيض للنموذج (9 ـ 1) ويطلق عليه "القيادة الاستبدادية الأوتوقراطية"، وفيه يهتم القائد كثيراً بالإنتاج، وتطبيق أفضل الأساليب الإنتاجية، من حيث تخطيط العمل وتنظيمه ورقابته، ويقل اهتمامه بالعاملين، ويتجه القائد لاستخدام السلطة الإدارية، بحرفية مطلقة.
هـ
النمط الخامس (5 ـ 5):
ويطلق عليه "القيادة الوسطية"، وفيه يتساوى اهتمام القائد بالإنتاج، مع اهتمامه بالأفراد، لذلك فهو قائد يهتم بالأمور الوسط، واهتمامه بكلا العنصرين معتدل ومتوازن، وبالشكل الذي يحقق إنتاجية معقولة، ولكنها ليست باهرة، ويؤدي إلى شعور معتدل من قبل الأفراد بالرضا، ولكنه ليس شعوراً جارفاً.
3.
وقد لقيت الشبكة الإدارية قبولاً واسعاً، وأثبتت فاعليتها كأسلوب لتحديد أنماط القيادة والتمييز بينها. كما حاز النمط القيادي (9 ـ 9)، على اهتمام غالبية المديرين، لأنه أفضل نمط يحقق أقصى فاعلية للإدارة. وأثبتت البحوث، أن الشبكة الإدارية، وسيلة تدريبية لتطوير فعالية المدير. فقد اكتشفت كثير من المنظمات أنه يمكن وضع خطط تدريبية، توجه المديرين إلى نمط محدد من الإدارة.
4.
غير أن هذا النموذج لم يحدد سبب إتجاه المديرين، نحو اختيار أحد هذه النماذج الخمسة، وهو أمر يفسره (بليك وموتون)، بأنه قد يعود إلى شخصية المدير نفسه، أو نوعية مرؤوسيه، والبيئة الداخلية للمنظمة، وبعض العوامل الأخرى، الداخلية والخارجية، التي يمكن أن تتدخل في صياغة العلاقات، بين المديرين والمرؤوسين.